کد مطلب:145704 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:202

اهل البیت و اهل الشام
فقلت: أنا سهل بن سعید الشهرزوری، و أنا من موالیكم و محبیكم.

ثم أقبلت علی علی بن الحسین علیه السلام و قلت: یا مولای! هل لك حاجة؟

فقال لی: هل لك من الدراهم شی ء؟

فقلت: ألف دینار و ألف ورقة.

فقال علیه السلام: خذ منها شیئا و ادفعه الی حامل الرأس، و أمره أن یبعده عن النساء حتی یشتغل الناس بالنظر الیه عن النساء.

قال سهل: ففعلت ذلك، و رجعت الیه، و قلت: یا مولای! فعلت الذی أمرتنی به.

فقال لی: حشرك معنا یوم القیامة، ثم ان علی بن السحین علیه السلام أنشأ یقول:



أقاد ذلیلا فی دمشق كأننی

من الزنج عبد غاب عنه نصیر



و جدی رسول الله فی كل مشهد

و شیخی أمیرالمؤمنین أمیر






فیالیت لم أدخل دمشق و لم یكن

یرانی یزید فی البلاد أسیر [1] .



قال سهل: و رأیت روشنا عالیا، فیه خمس نسوة و معهن عجوز محدودبة الظهر، فلما صارت بازاء رأس الحسین علیه السلام و ثبت العجوز لعنه الله و أخذت حجرا و ضربت به ثنایا الحسین علیه السلام، فلما رأیت ذلك من هذه الملعونة قلت: اللهم أهلكها و أهلكهن معها بحق محمد و آله أجمعین.

قال: فما استتم كلامی الا و سقط الروشن و هلكت الملعونة، و هلكن معها، انتهی [2] .

و فی روایة اخری: فلما و صلوا الی ذلك الروشن و جدوا فیه عجوزا ملعونة یقال لها: ام هجام، و معها جواریها، فلما رأت رأس الحسین علیه السلام و هو علی قناة طویلة و شیبته مخضوبة بالدماء قالت: ما هذا الرأس المتقدم؟ و ما هذه الرؤوس التی خلفه؟

فقالوا لها: هذا رأس الحسین بن علی علیهماالسلام، و هذه رؤوس أصحابه.

ففرحت فرحا عظیما، و قالت لجواریها: ناولونی حجرا لأضرب رأس الحسین، فان أباه أباه قتل أبی و بعلی.

فناولها بعض الجواری حجرا، فضربت به وجه الحسین علیه السلام، فأدمته و سال الدم علی شبیته.

فالتفتت الیه ام كلثوم علیهاالسلام فرأت الدم سائلا علی وجهه و شیبته، فلطمت وجهها و شقت أزیانها، و نادت: وا غوثاه! وا مصیبتاه! وا محمداه! وا علیاه! وا حسناه! وا حسیناه!


ثم غشی علیها، فلما أفاقت قالت: من فعل هذا الفعل بأخی و نور عینی؟

فقیل لها: هذه العجوز.

فقالت: اللهم اهجم علیها قصرها، و احرقها بنار الدنیا قبل نار الاخرة.

قال: فوالله ما استتم كلامها الا و سقط علیها قصرها، و أضرمت النار فیه، فماتوا و احترقوا من ساعتهم، لا رحمهم الله.

فی كتاب «الاقبال»: رأیت فی كتاب «المصابیح» باسناده الی جعفر بن محمد علیه السلام قال: قال لی أبی محمد بن علی علیهماالسلام: سألت أبی علی بن الحسین علیهماالسلام عن حمل یزید لعنه الله له؟

فقال: حملنی علی بعیر یطلع بغیر وطاء، و رأس الحسین علیه السلام علی علم، و نسوتنا خلفنی علی بغال واكفة، و الفارطة [3] خلفنا و حولنا بالرماح، ان دمعت من أحدنا عین قرع رأسه بالرمح، حتی اذا دخلنا دمشق صاح صائح: یا أهل الشام! هؤلاء سبایا أهل البیت الملعون [4] .

و فی «أمالی الصدوق»: و قالوا: فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء، و السبایا بالنهار مكشفات الوجوه، فقال أهل الشام الجفاة: ما رأینا سبایا أحسن من هؤلاء فمن أنتم؟

فقالت سكینة بنت الحسین علیهماالسلام: نحن سبایا آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم.


و أقیموا علی درج باب المسجد حیث تقام السبایا، و فیهم علی بن الحسین علیهماالسلام و هو یومئذ فتی شاب [5] .


[1] في المصدر:



فياليت امي لم تلدني و لم أكن

يزيد يراني في البلاد أسير.

[2] مقتل الحسين عليه السلام: 197 - 193، مع اختلاف يسير، مدينة المعاجز: 110 - 108 / 4 (نحوه).

[3] قال العلامة المجلسي رحمه الله: واكفة: أي: كانت البغال باكاف أي: برذعة من غير سرج، و فرط سبق، و في الأمر قصر به وضيعه و عليه في القول أسرف، و فرط القوم تقدمهم الي الورد لاصلاح الحوض، و الفرط - بضمتين -: الظلم و الاعتداء، و للأمر المجاوز فيه الحد و لعل فيه أيضا تصحيفا، (البحار: 154 / 45 ذ ح 2).

[4] عنه البحار: 154 / 45 ح 2.

[5] عنه البحار: 155 / 45.